في السنوات الأخيرة، أصبح المغرب وجهة استثمارية جاذبة لعدد من الدول، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، حيث بلغت الاستثمارات فيه ما يقدر بنحو 30 مليار دولار. يعكس هذا الرقم الجهود المتواصلة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، ويعتبر جزءاً من رؤية الإمارات الطموحة للتوسع في الاستثمارات الخارجية، التي من المتوقع أن تصل قيمتها إلى 2.5 تريليون دولار بحلول عام 2024.
في هذا السياق، تشهد العلاقات الاقتصادية بين المغرب والإمارات نهجاً
جديداً ومتجدداً، يعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي
والاستثماري. تحقيقاً لهذا الهدف، تم توقيع بيان مشترك يحمل عنوان "نحو شراكة
مبتكرة ومجددة وجذورية"، الذي يفتح آفاقاً جديدة في تعزيز الروابط الاقتصادية
بين البلدين واستغلال قدراتهما المشتركة في تحقيق النمو والازدهار.
تتنوع مجالات الاستثمار الإماراتي في المغرب، حيث يتركز على مشاريع
البنية التحتية مثل السكك الحديدية السريعة وتطوير المطارات والموانئ، إلى جانب
المجالات المستدامة مثل إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمن الغذائي بالتعاون مع
مجموعة OCP المغربية.
من المتوقع أن تفتح هذه الشراكة الاستثمارية أبواباً جديدة للتعاون في
مجال السياحة والعقارات وإعادة الإعمار بعد الزلازل، وستعزز الموقع الاستراتيجي
للمغرب كبوابة للإمارات إلى أفريقيا، مما يتيح فرصاً متعددة للتعاون في مشاريع
البنية التحتية الطاقوية مع دول أفريقية أخرى.
بهذا الشكل، يُظهر التعاون الاقتصادي بين المغرب والإمارات العربية
المتحدة الطموح في تعزيز الروابط بين البلدين وتحقيق فوائد متبادلة تعزز التنمية
الاقتصادية وتعزز مكانة الدولتين على الساحة الدولية.