في هذا
المقال ستتعرف على صحتك النفسية و أهميتها طرق الحفاظ عليها .
مفهوم الصحة النفسية
تتلخص فكرة الصحة النفسية في كونها تسمح للإنسان بالتكيف مع تحديات و
معيقات الحياة، والتطور الشخصي، وتحقيق إمكانياته بشكل كامل، بالإضافة إلى
المساهمة الإيجابية في المجتمع و البيئة المحلية . إنها جزء لا يتجزأ من الصحة
العامة والرفاهية، والتي تدعم قدرتنا على اتخاذ القرارات، وبناء العلاقات، وتشكيل
العالم من حولنا. وتعتبر الصحة النفسية حقًا أساسيًا لكل إنسان، فهي ضرورية
للتنمية الشخصية والاجتماعية والاقتصادية.
الصحة النفسية لا تقتصر على عدم وجود اضطرابات نفسية، بل هي جزء من نسيج
معقد يختلف من شخص لآخر، ويتضمن تجارب متنوعة ومتفاوتة في الصعوبات والتحديات.
تشمل الاضطرابات النفسية مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك الاضطرابات النفسية
والاجتماعية وحالات الإعاقة النفسية، فضلاً عن الأوضاع النفسية الأخرى المرتبطة
بالضيق الحاد أو انخفاض الأداء أو خطر الإيذاء الذاتي. يمكن للأشخاص الذين يعانون
من هذه الاضطرابات أن يواجهوا تحديات في الاسترخاء النفسي.
فوائد الصحة النفسية وأهميتها في الحياة اليومية
أساس الحياة السعيدة هو الصحة النفسية و البدنية، لكن الصحة النفسية أهم
بكثير فهي تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الفرد وقدرته على التعامل مع التحديات والمشاكل.
من خلال الحفاظ على الصحة النفسية، يمكن للناس تحسين صحتهم الجسدية، وتعزيز
جودة النوم، وتجنب العادات السلبية، والتفاؤل في مواجهة التحديات. إليكم بعض
النقاط التي توضح أهمية الصحة النفسية:
1 - تحسين الصحة الجسدية: تؤثر الصحة النفسية
على الصحة الجسدية بشكل مباشر، حيث يزيد الاهتمام بالصحة النفسية من فرص الوقاية
من الأمراض القلبية والسكري وغيرها من الأمراض العضوية.
2 - المساعدة في الشفاء من الأمراض العضوية: يؤثر
الاضطراب النفسي على عملية الشفاء من الأمراض العضوية، حيث يساعد الحفاظ على الصحة
النفسية في تعزيز نسب نجاح العلاج وتحسين جودة الحياة بشكل عام.
3 - تعزيز جودة النوم: جودة النوم ترتبط فعليا بالصحة النفسية ،
فالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب و القلق قد تؤثر سلبًا على طريقة النوم وتقلل من
جودته، بينما الصحة النفسية الجيدة تساهم في تحسين النوم وزيادة الراحة الليلية.
4 - رفع مستويات الطاقة: زيادة مستويات الطاقة
والحيوية، لها علاقة مباشرة بالصحة النفسية الجيدة إذ تسهم في الرفع منها ، ف
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية تزيد فرص معاناتهم من الإرهاق والتعب
المستمر.
5 - تجنب العادات السلبية: يمكن للرعاية النفسية
الجيدة أن تساعد في تجنب العادات السلبية مثل التدخين أو تناول المخدرات .
6 - الحفاظ
على التفاؤل: تساهم الصحة النفسية الجيدة في تعزيزالإيجابية و التفاؤل
في التعامل مع التحديات والصعوبات، مما يسهم في تحسين نوعية الحياة والتحفيز
لتحقيق الأهداف.
7 - المساعدة في التعامل مع التغيرات الحياتية: كثيرة هي التغيرات
الحياتية، مثل النجاح ، الفشل ، الوظيفية ، الزواج ... و بالتالي تلعب الصحة النفسية دورًا هامًا في
التأقلم مع و تمنح القدرة على التكيف وتجاوز الصعوبات.
8 - زيادة الإنتاجية: غالبا ما يعاني الأفراد الذين يعانون
من مشاكل نفسية من الضعف في الإنتاجية و التأخر في إكمال المهام، في حين يمكن
للرعاية النفسية الجيدة أن تساعد في زيادة الإنتاجية والفعالية في العمل.
9 - تحسين العلاقات الاجتماعية: أساس
العلاقات الناجحة هو سلامة الصحة النفسية إذ تساعد في تعزيز العلاقات الاجتماعية
والشخصية، حيث يكون الشخص أكثر قدرة على التفاعل والتواصل بشكل إيجابي مع الآخرين.
10 - الحفاظ على وزن صحي: تلعب الصحة النفسية
دورًا مهما في الحفاظ على الوزن الصحي، حيث يميل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل
نفسية إلى الإفراط في تناول الطعام أو اللجوء إلى الأكل المفرط كوسيلة للتعبيرعن
أحاسيسهم و مشاعرهم.
و بالتالي، تكمُن أهمية الصحة النفسية في تحسين جودة الحياة وتعزيز الصحة
الشاملة للإنسان. من خلال العناية بالصحة النفسية، يمكن للأفراد تحقيق التوازن
والسعادة في حياتهم اليومية.
كيف يمكن الحفاظ على الصحة النفسية؟
تعدّ الصحة النفسية عنصرا لا يجب التفريط فيه خلال حياتنا اليومية، وتستوجب العناية
والاهتمام مثلها مثل الصحة البدنية. إليكم بعض النصائح التي يمكن أن تساعدكم في
الحفاظ على صحتكم النفسية وتعزيزها:
1 - إدراك الأهمية
اللازمة : من الضروري أن ندرك أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن
الصحة البدنية، وأنه يجب علينا السعي للحصول على الدعم النفسي اللازم عند الحاجة.
2 – الصدقة و الإحسان: كونوا لطفاء
مع أنفسكم ومع الآخرين. يجب أن نكون لطفاءً مع أنفسنا ونتقبل أنفسنا كما نحن،
وكذلك أن نظهر التعاطف واللطف مع الآخرين. تلك اللفتة البسيطة يمكن أن تسهم في
تحسين المزاج اليومي وخلق بيئة إيجابية.
3 - البحث عن
الدعم النفسي : لا يجب تترددوا في البحث عن الدعم النفسي الذي
تحتاجونه، سواءً من خلال أفراد العائلة أو مستشاري الصحة النفسية أو عبر الإنترنت.
هناك العديد من المصادر المتاحة لمساعدتكم على التغلب على التحديات النفسية.
4 - توازن استخدام
وسائل التواصل الاجتماعي: من المهم أن نحمي أنفسنا من المحتوى السلبي
على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن نخصص وقتاً مناسباً للاسترخاء والابتعاد عن
الشاشات ، خصوصا الأخبار الحزينة و الأفلام التي تؤثر سلبا على جهازنا العصبي .
5 - التفاعل مع
اللحظة : فلنعش اللحظة بلحظتها ، حاولوا أن تكونوا حاضرين في
اللحظة الحالية وتركزوا على ما تقومون به دون التفكير في الماضي أو المستقبل. هذا
يساعد في تقليل التوتر وزيادة الانتباه والتركيز.
6 - ممارسة الرياضة: مزاولة التمارين
الرياضية بانتظام يمكن أن يساعد في تحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق، كما يساهم
في جودة النوم والشعور بالراحة.
7 - التغذية
الصحية: التغذية الصحية لا تعني أن تكون غالية الثمن ، فتناول
وجبات متوازنة وغنية بالفواكه والخضراوات والمكسرات والحبوب الكاملة يمكن أن يسهم
في تحسين الصحة النفسية والبدنية.
8 - الحصول على
قسط كاف من النوم: النوم الكفي و الجيد يلعب دوراً هاماً في
الحفاظ على الصحة النفسية، لذا يجب السعي للحصول على كميات كافية من النوم كل ليلة.
باتباع هذه النصائح، يمكنكم الحفاظ على صحتكم النفسية وتعزيزها وتحسين
نوعية حياتكم بشكل عام.
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا ، لا تنسوا أن الحياة قصيرة لذا يجب
أن نعيشها كما يجب أن تعاش و أن نسعى لتحقيق التوازن النفسي حتى نتغلب على
المصاعب المشاكل التي تواجهنا ، لأنه لا
شيء يستحق في الحياة أن نمرض لأجله.